ان البعض لم يعً بعد طبيعة المرحلة الحضارىة ومخاضاتها التي ترتكز على حق الثقافات والآراء المختلفة في التعبير والاختلاف دون المساس بحرية الآخرين ، باعتبارها استجابة حضارية للتحولات الديمقراطـية وشرطاً من شروط الحداثة ، وبطبيعة الحال ان هذه التحولات التاريخية سوف تشهد معها افرازات اجتماعية وسياسية اخرى ، تبتعد عن المعنى الحقيقى للمبادئ الديمقراطية وحق التعبير ، وقد تكشفت ملامحها في الهجمة الشرسة على مركز الشيخ إبراهيم وعلى الشيخة مي ، فبينما كانت الفنانة اللبنانية إيمان الحمصي سيدة آلة القانون تحيي أمسيتها الموسيقية الشرقية التراثية ، قامت بعض الجهات بتنظيم تظاهرة في محاولة للإعتداء على جمهور الحاضرين ، وهو تكرار ممنهج ضد الثقافة ومحاربة الفن والأدب والإبداع ، في محاولة يائسة ، مستغلة جملة من الإدعاءات الكاذبة مثل منع الأذان وإقامة حفلات الرقص والغناء الخلاعية ، وهي عملية ممنهجة في جميع مناسبات إحياء الفن وإعمال الفكر ، فقد سبق ان تعرضت الفنانة الوطنية اللبنانية غادة غانم التي صقلتها سنوات الحرب اللبنانية ومعاناة المهجر هذه الإنسانة التي جاءت لتغني للبحرين ، وبينما كانت هذه الفنانة الوطنية وغيرها يعيدون لجمهور البحرين العصر الذهبي لعظماء الفنانين الشرقيين، وللسلك الدبلوماسي العربي والأجنبي والعديد من ابناء دول مجلس التعاون الذين جاءوا ليستمتعوا بالغناء الأوبرالي للحقوقية الفنانة اللبنانية غادة ، نجد بالمقابل من كان في الخفاء يخطط للإساءة لسمعة البحرين ، من خلال عمليات الإعتداء على مركز الشيخ إبراهيم بحجج واهية وكاذبة ،مما يؤكد ان هذا البعض الذي لايزال يعيش ضمن خصوصيات الماضي لم يعد قادراًعلى استيعاب متطلبات وشروط هذه المرحلة الحضارية من التاريخ، لذا يقوم بمحاولات يائسة ومقيته لفرض ثقافات اخرى خارج الوعى الاجتماعى للديمقراطية ، فالديمقراطية مبدأ لتعزيز الحريات العامة والخاصة ، ولاغنى عنها لتنظيم العلاقات بين الافراد والمجتمع ، وبين السلطة السياسية . نحن الموقعون ادناه ندرك أن الثقافة تعني الكتاب والمسرح والموسيقى والفنون بشتى مجالاتها ، ونحترم جميع الأمزجة والمشارب الإنسانية المتنوعة ، ونؤكد ان لكل انسان الحق أن يتواءم مع ما يختار ، ومن الغبن أن تلجأ جمعية أو أكثر إلى فرض آرائها على الجميع قسرا ، ونرفض محاولات هذه القوى التي تسعى الى تجريد الحريات العامة والديمقراطية من خصائصها الاساسية. نؤكد من خلال هذه العريضة ومن واقع قناعاتنا بهذه المبادئ والمنطلقات تأييدنا وتضامننا مع دعوة الانتصار للثقافة التي اطلقتها الشيخة مي وزيرة الثقافة ، ووقوفنا مع وزارة الثقافة بمملكة البحرين في مواصلة إحياء فعالياتها الثقافية والتراثية ، كما نشيد بدورها المتميز في إحياء المنطقة وجعلها موقعاً ثقافياً هاماً حافظ على الهوية الوطنية من خلال ترميم البيوت التراثية وإعادة استخدامها بما يخدم المنطقة ويستقطب الزوار وضيوف المملكة من كبار الشخصيات والأدباء والمفكرين ، وإثراء الأدب والفن والتراث بما يحقق نقلة نوعية في مجالات الثقافة والفكر ، كما نعرب عن استغرابنا من المواقف التي عبر عنها بعض النواب مجتمعين في موقف لا حيادي تجاه الثقافة والفكر والفن ، ونشجب تقولهم بما لا يليق على وزيرة الثقافة الشيخة مي ، وندعوا المواطنين واصحاب الرأي وحرية التعبير باعلان مواقف ثابتة وصريحة ضد كل محاولات المنع والألغاء التي تستهدف الثقافة والحريات العامة والخاصة في مملكة البحرين . الموقعون على العريضة الشعبية لتعزيز وإحترام حرية الرأ ي والتعبير