Temimi Abdeljelil 0

رسالة مفتوحة إلى السيد الحبيب الصيد وزير الداخلية التونسية

18 people have signed this petition. Add your name now!
Temimi Abdeljelil 0 Comments
18 people have signed. Add your voice!
18%
Maxine K. signed just now
Adam B. signed just now

رسالة مفتوحة إلى السيد الحبيب الصيد، وزير الداخلية التونسية المحترم أرجو تفضلكم بالاطلاع على متن رسالتي هاته ودراسة مقترحي الوارد فيها. وواقع الأمر أني شاهدت كبقية التونسيين والتونسيات وقبل عدة أيام على القناة التلفزية الوطنية، كيف أن مصالحكم الإدارية العليا قد سمحتم لمجموعة من التلاميذ بزيارة فضاءات التعذيب بوزارة الداخلية وهم الذين قاموا بوضع رسوم بدائية وارتجالية وملونة حائطية، كان من تداعياتها المباشرة، تغيير الطابع الأصلي لتلك الحيطان والتي نقشت فيها بعض أسماء المسجونين وتواريخ سجنهم وحتى عدد الأيام البائسة التي عاشوها هناك. كما وقمتم قبل ذلك بتنظيف هاته الأماكن السيئة السمعة لدى المواطنين من كل أثر لأدوات التعذيب التي أذاقت الأمرين للمخالفين وهم يعدون بالمئات بل الآلاف من المواطنين الشرفاء، وتم ذلك على يد زبانية النظامين السابقين. واسمحوا لي حضرة السيد الوزير أن أؤكد لكم أن هذا الأمر يعد افتئاتا ودوسا صارخا للذاكرة الوطنية والتي سعينا للمحافظة عليها من خلال شهادات المعذبين فيها. وهنا تذكرني شهادة المرحوم نور الدين بن خذر الرائعة والذي أبكانا وهو يسرد علينا آليات القمع الجسمي والفكري المسلط عليه بهاته الوزارة وهناك العشرات من التونسيين الذين ألقوا بشهاداتهم الخطيرة والدقيقة جدّا لدينا. وليتأكد جميع المسؤولين بوزاراتكم الموقرة، أن لا حق لكم على الإطلاق بالقيام بذلك قبل أن يتم استشراف آراء المؤرخين وعلماء الاجتماع والأنثروبولوجيين وخبراء القانون المحلي والدولي، باعتبارهم المؤتمنون على الحفاظ على الذاكرة الوطنية بتسجيل الشهادات والحفاظ على أماكنها الجغرافية في وزارة الداخلية أو في السجون أو في غيرها من الأماكن الأخرى، وعلى ضوء ذلك فلا حق للإداريين بوزارتكم تحويل فضاء التعذيب إلى مزار للتلاميذ والطلبة والأجانب وتغيير طابعه الأصلي، وهذه محاولة للتظاهر بالشفافية والنزاهة واحترام شهادة الثورة التونسية ومن سبقهم ممن عذبوا في دهاليز وزارة الداخلية، ثم العمل على توظيف ذلك اعلاميا لصالح فئة معينة من السياسويين، وهذا مسألة غير مقبولة إطلاقا ومدانة حضاريا. وإني كمساهم مباشر منذ أكثر من عقدين للمحافظة على الذاكرة الوطنية ودفاعا عن المدرسة التاريخية التونسية، والتي شرفت بلادنا بل والبلاد العربية برمتها، نطالبكم وبإلحاح وقف هذه المهزلة الإعلامية والتي أساءت إلينا كمؤرخين للعمل النظيف والمخلص الذي أديناه، كما نطالبكم بحذف كل الرسوم الطفيلية الارتجالية والبدائية والتي ألصقت بالحيطان، بل استوجب على إدارة الوزارة العليا المحافظة على الطابع الأصلي لهاته الحيطان وعدم تغييره البتة باعتبار ذلك فضاء وجب المحافظة عليها, ليكون شاهدا ماديا على التعذيب، وإني أضم صوتي إلى دعوة د. المنصف المرزوقي في الندوة التي خصصناها له في المؤسسة، بتحويل فضاء التعذيب الرهيب هذا إلى متحف شأننا في ذلك شأن الدول المتقدمة التي تحترم فيها كل العناصر المادية للذاكرة الوطنية, وقد زرتم أنتم حضرة السيد الوزير مؤخرا، برلين واستقبلكم Dr. Hubertus Knab مدير مركز التعذيب في عهد النظام الشيوعي ستازي، Gedenkstattte, ورأيتم كيف حول مركز التعذيب هذا إلى متحف يزوره مئات الآلاف من الألمان والأوربيين وغيرهم. مؤملا تفضلكم أخذ اقتراحي بالاعتبار. تفضلوا حضرة السيد وزير الداخلية، بقبول التحية والسلام. 08/10/2011 الأستاذ د. عبد الجليل التميمي

Share for Success

Comment

18

Signatures