خادم الحرمين الشريفين..

هذه الأوراق بين يديكم ليست مجرد سطور تُصَّف فيها الكلمات، وإنما هي صرخات وأنين تضج بها ضلوعٌ في غرف مظلمة وجدران مغلقة لا يسمعها أحد ولا يعلم بها أحد..

لقد اشتد الكرب عليهن وعظم خطبهن وانعدم الناصر لهن.

أما رجالهن فقد سالت الشوارع بدمائهم..

وأما أطفالهن فقد ذُبِّحوا بالسكاكين أمام أعينهن ذبح النعاج..

وأما بيوتهن فقد دُكّت عليهن وانتُشِلت أنصاف الجثث من بين الركام..

ولم تقف المصيبة عند هذا الحد بل بدأوا بأعراضهن ينتهكونها وبعفتهن يفترسونها.

لم يرحموا منهن عجوزاً في السبعين من عمرها ركلوها وضربوها..

ولم يرحموا الحامل منهن مزقوا ملابسها واغتصبوها..

ولم يرحموا طفلة في الثامنة من عمرها اعتدوا عليها وتناوبوا عليها..

والله ماعادت بنا الحياة حياة.

خارت قوانا! وصرَخاتهن عبر الفضائيات تنقل إلينا فتقتلنا في اليوم ألف قتلة.

إنّا هنا ياخادم الحرمين نناشدك الله في أعراض أخواتنا في سوريا.

إنهم (شلت أركانهم) يغتصبون النساء إمعاناً في إذلالهم وقتلاً لبقايا الكرامة لديهم، لا يخافون من غضبة الشعوب ولا من حمية الرجال.

وخابوا وخسروا فما عُدِم الرجال وأنت فيهم!

على بعد 1200 كيلومتر فقط ياخادم الحرمين يستصرخون بكم وأنتم خير جار لهم، ومالهم بعد الله من ناصر إلا أنت!

لقد صرخت مسلمة من أرض عمورية في أرض الروم وامعتصماه لأن علجاً مس طرف ثوبها فسير لها المعتصم جيشاً أوله في عمورية و آخره في بغداد ولم يرجع الجيش حتى فتح المدينة وأدخلها في حمى الإسلام. فخلد التاريخ ذكره.

 مسلمة مُسّ طرف ثوبها فقط! لم يغتصبوها، لم ينتهكوا عرضها! 

نناشدكم الله ياخادم الحرمين أن تهبوا لنجدة أخواتنا وأمهاتنا وبناتنا في أرض سوريا.

فوالله لو رأيتهن على الشاشات يبكين ضحاياهن وأطفالهن ومالهن هجيرى إلا "فين الملك عبدالله"؟ "فين الشعب السعودي"؟

ويرفع أطفالهم اللافتات كتبوا فيها "أغيثونا أنجدونا"

يستنجدون بالرجولة فيكم حين عزّ الرجال وبشجاعتكم حين جبن الأقوياء.

إننا وقد ضاقت بنا الأحوال و اشتد بنا الهمّ لمصاب أخواتنا في الشام وخابت الآمال بكل المساعي السياسية والدولية، لم يبق لنا بعد الله إلا مقامكم الكريم نرفع إليكم هذه العريضة التي نناشدك الله فيها بالتدخل المباشر والعاجل، ففي كل دقيقة تمر عليهم هناك روح تُقتل وبيت يُدك وأعراض تُنتهك ورؤوس تُجزّ ودماء تنهمر.

ياخادم الحرمين نناشدك الله لا تخذل رجاءهم ولا استغاثاتهم.

فعلى رجولتكم الآمال تُعقد وعلى جبينكم التاريخ يُكتب.